٢٣ متحدثًا في ورشة تطبيق القانون الدولي الإنساني في إدارة الجثث أثناء النزاعات المسلحة
الرويلي: الإنسان مكرم بحياته ومماته وفق شريعتنا والاتفاقيات الدولية
نظمت اللجنة الدائمة للقانون الدولي الإنساني، بحضور أمينها العام المستشار عبدالله بن مدرك الرويلي، في المؤتمر السعودي الثالث للعلوم الطبية الشرعية، ورشة عمل عن تطبيق القانون الدولي الإنساني في إدارة الجثث أثناء النزاعات المسلحة.
وتحدث المستشار الرويلي في افتتاح الورشة عن تكريم الإنسان في شريعتنا، مستشهدًا بالآية القرآنية: ﴿وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُم مِّنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَىٰ كَثِيرٍ مِّمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلًا﴾، موضحًا أن الإنسان مكرم جسدًا وروحًا وأن الكون مسخر له، وأن حياة الإنسان وتكريمه لا تنتهي بموته؛ إذ إنه أيضًا مُكَرَّم بعد وفاته، فحُرمة الميت مثل حُرمة الحي، ومن ذلك التنبيه على عدم وطء القبر بالقدم أو حرق الجثث.
وشدد على أن المملكة العربية السعودية حريصة كل الحرص على حفظ كرامة الإنسان في حياته ومماته، وأن التكريم يشتمل على تيسير سبل الرزق والسعي لاكتساب الأقوات، لافتًا إلى أن القانون الدولي الإنساني كما جاء في اتفاقيات جنيف وبروتوكولاتها الاضافية، يتوافق مع توجه المملكة الرشيد.
وشارك في الورشة لفيفٌ من الخبراء والباحثين والمهتمين بالقانون الدولي الإنساني، وألقوا كلمات وأوراق عمل حول ضرورة احترام جثث الموتى وتكريمها وعدم العبث بها، وأنه يجب إظهار المزيد من الاحترام للإنسان المتوفى، وجثث قتلى النزاعات المسلحة، وكيفية التعامل معها، وتبادل الجثث واستعادة الرفات، وتقديم الدعم النفسي لأسر ضحايا النزاعات المسلحة، ودور الطب الشرعي في التعرف إلى هوية ضحايا النزاعات المسلحة، وغيرها من الموضوعات ذات الصلة.
وكان برنامج ورشة العمل قد استمر على مدار يومي «الثلاثاء والأربعاء: ٢٦-٢٧/ ١١/ ٢٠٢٤م»، وتحدث فيها مستهلها الدكتور معز بن خلفية الهذلي مستشار القانون الدولي الإنساني للبعثة الإقليمية للجنة الدولية للصليب الأحمر بالكويت، وتطرق إلى موضوعي الإطار القانوني والأدلة الدولية لإدارة جثث قتلى النزاعات المسلحة، والآليات والإجراءات القانونية لتبادل الجثث واستعادة الرفات في النزاعات المسلحة، ثم ألقى الدكتور/ عبدالعزيز بن ناصر التميمي الأستاذ المشارك في قسم الفقه المقارن ووكيل المعهد العالي للقضاء والبحث العلمي بالمملكة العربية السعودية، محاضرة تناول خلالها أحكام الشريعة الإسلامية للتعامل مع جثث قتلى النزاعات المسلحة، أَعقبَ ذلك كلمة المقدم سعد محمد العابسي من الإدارة العامة للدفاع المدني بمدينة نجران، وكانت بعنوان: «الدفاع المدني في التعامل مع ضحايا النزاعات المسلحة»، وأعقب ذلك كلمة العميد الدكتور/ ناصر هادي القحطاني، شؤون الأمن العام، ودارت حول دور الضبط الجنائي في التعامل مع ضحايا النزاعات المسلحة، وتناول الدكتور/ سعيد بن عبدالله الغامدي مدير مشروع البصمة الوراثية بوزارة الدفاع السعودية، الخصائص الوراثية في التعرف إلى هوية ضحايا النزاعات المسلحة، وبعد ذلك ناقش الأستاذ الدكتور/ حسن بن رافع الشهري بالإدارة العامة للصحة النفسية، بوزارة الصحة السعودية، «الصحة النفسية وتقديم الدعم النفسي لأسر ضحايا النزاعات المسلحة»، وعن «دور الطب الشرعي في التعرف على هوية ضحايا النزاعات المسلحة» تحدث الدكتور أحمد بن يحيى عبده حكمي، استشاري الطب الشرعي بجامعة جازان، واختتم اليوم الأول بكلمة الأستاذة أحلام بنت حامد العمري -الإدارة العامة لمكافحة عدوى المنشآت الصحية- بوزارة الصحة، ودارت حول «مهارات استخدام أدوات الوقاية الشخصية أثناء التعامل مع ضحايا النزاعات المسلحة».
وفي اليوم الثاني والأخير لورشة العمل، كانت هناك كلمة كل من العميد خالد بن محمد الداود، والمقدم موسى عبدالرحمن الحسينان، من الإدارة العامة للأمن الجنائي– الأمن العام، وقد تناولا فيها، الأدلة الجنائية في التعرف إلى ضحايا الكوارث والنزاعات المسلح، ثم مشاركة تطبيقية لفريق الأدلة الجنائية، تناولت تطبيقات عملية، وجوانب من مهارات العلم الطبي الشرعي لتحديد هوية ضحايا النزاعات المسلحة، وفي ختام الورشة، جرى تكريم عدد من المشاركين بشهادات حضور، ثم التقاط الصور التذكارية.