شروط تطبيق القانون الدولي للحروب تراعي الإنسانية في أصعب الظروف

شروط تطبيق القانون الدولي للحروب تراعي الإنسانية في أصعب الظروف

ينظم القانون الدولي الإنساني، الذي هو مجموعة القواعد والقوانين العرفية والمكتوبة التي تهدف في حالة النزاع المسلح لحماية الأشخاص المتضررين، وبما ينجم عن ذلك النزاع من آلام وأضرار، كما تهدف إلى حماية الممتلكات التي ليس لها علاقة مباشرة بالعمليات العسكرية، ينظم هذا القانون العلاقات بيـن البلدان والمؤسسات الدوليـة وغيرهـا مـن رعايـا القانـون الدولـي. 
ومن المعروف أن القانون الدولي الإنساني فرع مـن القانون الدولي العام الذي يتكون من قواعد تسعى في أوقات النزاع المسلح أو لأسباب إنسـانية إلى حماية الأشـخاص الذين لا يشاركون أو كفوا عـن المشـاركة في الأعمال العدائية.

الحماية من ويلات الحروب
ويهدف القانون الدولي الإنساني إلى حماية الإنسان من ويلات الحروب وآثارها المدمرة، وخاصة حماية الأشخاص الذين أصبحوا عاجزين عن القتال من جرحى ومرضى، وكذلك الأشخاص الذين لا يشاركون مباشرة في العمليات العسكرية، كالمدنيين والفرق الطبية وعمال الإغاثة والخدمات الإنسانية، مما ينجم عن ذلك النزاع من آلام وأضرار. كما يهدف إلى حماية الممتلكات التي ليس لها علاقة مباشرة بالعمليات العسكرية، والحد من وسائل وطرق القتال المستخدمة ووضع قيود عليها. 
وتتمثل قواعد القانون الدولي الإنساني الأساسية في أنه: يجب على أطراف النزاع في كل الأوقات التمييز بين المدنيين والمقاتلين بغية تجنيب الإضرار بالسكان المدنيين وبالممتلكات المدنية، ولا يجوز مهاجمة السكان المدنيين فـي مجموعهم ولا المدنيين كأفراد، ويمكن شـن الهجمات فحسب ضد الأهداف العسكرية.

أيضًا يحظر استخدام أسلحة أو أسـاليب حرب عشوائية الأثر، مثل تلك الأسلحة والأساليب التي يحتمل أن تسبب أضرارًا زائدة أو آلامًا لا لزوم لها، ويحظر جرح أو قتل عدو بعـد استسلامه أو مـن كف عن المشاركة في القتال، ومن ثم يحق للذين لا يشـتركون أو الذين كفوا عن المشـاركة في الأعمال العدائية أن ينالوا احترام حياتهم وسلامتهم البدنية والعقلية، بل ويجـب حماية مثـل هؤلاء الناس في جميع الأحوال، وأن يعاملوا معاملة إنسـانية، دون أي تمييز.

الاعتناء بالجرحى والمصابين
كذلك يجـب البحـث عـن الجرحى والمرضى والاعتناء بهـم في أقرب وقت تسمح به الظروف، ويجب أيضًا توفير الأفـراد العاملين فـي الخدمات الطبية والمرافق الطبية ووسائل النقل والمعدات، ويعتبر شـكل الصليب الأحمر أو الهلال الأحمـر أو البلورة الحمراء مرسومًا على خلفية بيضاء هو العلامة المميـزة الدالـة علـى ضـرورة احترام هؤلاء الأشخاص والأعيان.
ويسعى القانون الدولي الإنساني المرادف لقانون الحـرب، إلى الحد مـن المعاناة فـي النزاعات المسلحة، ولا سيما من خلال حماية ومسـاعدة جميـع ضحايـا النزاعـات المسلحة إلـى أقصى حد.

الأطراف المتحاربة
وينطبق القانون الدولي الإنساني علـى الأطراف المتحاربة بغض النظر عن أسباب النزاع أو مدى عدالة الأسـباب التـي مـن أجلهـا يحارب هـؤلاء، فـإذا كان الأمـر عكـس ذلـك فـإن تنفيـذ القانـون سـيكون مسـتحيلاً، لأن كل طـرف سـيدعي أنه ضحيـة العـدوان، فالقصد من القانـون الدولي الإنساني هو حماية ضحايا النزاعات المسلحة بغض النظـر عـن انتمـاء الطـرف فـي النـزاع.
ومن ثم، ينطبق القانـون الدولـي الإنسـاني فـي حالات النزاع المسلح فحسـب، وهو يعـرض نظامين للحماية، أحدهما للنزاع المسلح الدولي، والآخر للنزاع المسلح غير الدولي.
وتحـدث النزاعـات المسـلحة الدوليـة عندمـا تلجـأ دولـة أو أكثـر مـن دولـة إلى اسـتخدام القوة المسلحة ضد دولـة أخـرى، في حين يصنف أي نزاع مسلح بيـن دولة ومنظمة دولية أيضًا بأنه نزاع مسلح دولي.
والنزاع المسلح غير الدولي، هو نزاع غير مسلح تحدث فيه الأعمال العدائية بين القوات المسـلحة لدولـة وجماعات مسلحة منظمـة غيـر تابعـة لدولـة، أو بين هذه الجماعات، ولكي تعتبـر الأعمال العدائية نزاعًا مسلحًا غير دولي يجب أن تصل إلى مسـتوى معين من الشـدة، ويجب أن تكون الجماعات المشاركة منظمـة بدرجة كافية.
 

يشارك